بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ماذا يقول الدقهلاوي في تلوث مياه الشرب؟!

لازال سكان الدقهلية يعانون من مشكلة تلوث مياه الشرب، ولازالت الحكومة تتعامل مع المشكلة بنفس الدرجة من التخبط والاستسهال. وإذا كنا قد نشرنا في عدد سابق تحقيقا حول أزمة تلوث المياه بمحافظة الدقهلية تحت عنوان “كارثة جديدة في سجل نظام مبارك:المياه الملوثة تقتل المصريين في الدقهلية”، تناولنا فيه أهم تصريحات المسئولين حول سبب ظهور المرض، ففي هذا العدد نتحدث مع أصحاب المشكلة، مع “الناس العاديين” الذين اتهمتهم الحكومة بأنهم السبب في المشكلة، بسبب إهمالهم.

فماذا يقول الشارع الدقهلاوي عن تلوث المياه، واتهامات الحكومة؟

فتش عن الحكومة

في البداية، التقينا بأحد الموظفين التابعين لوزارة الصحة وبعد أن رفض ذكر إسمه قال، “سبب ظهور عدوى السالمونيلا هو إهمال بعض المواطنين وتخاذلهم في عدم إدخال المياه النابعة من شبكة المياه وقيامهم بدك الطلمبات الحبشية القريبة من سطح الأرض مما يؤدي إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية”. وعندما سألناه عن رأيه في سبب اختلاط المياه النقية بمياه الصرف في هذا التوقيت بالذات على الرغم من أن هذه الطلمبات موجودة منذ مدة طويلة على حد قوله، أجاب بأن هذا الاختلاط لا يحدث بين يوم وليلة لكن الطبقة التي تفصل بين مياه الصرف والمياه العادية في الأرض تذوب مع مرور الأيام. وفى نهاية حديثنا معه أشار إلى أن الحكومة تتحمل جزء من المسئولية، لأن ضعف الأجور وضآلة المرتبات تحول دون قيام الناس بالإجراء الصحي وهو إدخال المياه النابعة من شبكة المياه إلى منازلهم بسبب التكاليف.

أما المواطن إسلام فؤاد فقد حمل الحكومة مسؤولية انتشار المرض بالكامل ومنذ الوهلة الأولى. قائلاً “الحكومة هي السبب في المشكلة لأنها هي المسئولة عن تحليل مياه الشرب الخاصة بالمنازل. هذا بالإضافة إلى إهمالها المتكرر لمجال صيانة شبكات الصرف الصحي برغم ظهور أمراض من وقت إلى آخر بسبب هذا التقصير. كذلك فمما يزيد من وقع المشكلة الإهمال بالمستشفيات الحكومية في ما يخص علاج الحالات الوافدة إليها بسبب عدم وجود أقسام خاصة بالتسمم. ففي أغلب الأحيان يتم الإكتفاء بعمل غسيل معدة وهو بالضرورة إجراء مؤقت ولا تتم معالجة أصل المشكلة. المريض بيغسل ويروح”.

نصدق من؟

في نفس الوقت يقول المواطن ياسر زينهم إنه لا يعرف ما الذي يتحتم عليه تصديقه، فالبيانات الإعلامية الصادرة عن موضوع تلوث مياه الشرب متناقضة، فضلا عن انتشار الأخبار الكاذبة بوسائل الإعلام عموما. كما رأى أن التعامل مع كارثة بحجم هذه يجب أن يكون بعيد عن أي تلفيق لأنه يمس سمعة الحكومة بحكم مسؤوليتها. وبسؤال السيد علي ( طالب بكلية حقوق جامعة المنصورة) أشار إلى هزلية التصريحات الخاصة بالمشكلة والصادرة عن المحافظ الذي ألقى باللوم على “القراميط” (نوع من السمك) وجعلها هي السبب الرئيسي في نقل العدوى من مياه الصرف إلى المياه النقية. وقال “بذلك تتوه المشكلة فمن الذي سيحاسب القراميط خاصة أنها غير مسئولة عن تصرفاتها الجنائية”. كما أشار زميل له إلى نكتة ظهرت مؤخرا حول نوايا الحكومة تهريب القراميط إلى لندن أسوة بما حدث مع ممدوح إساعيل مالك عبارة الموت.

وعلى صعيد آخر علمت الاشتراكي أن أحد كبار المسئولين بإحدى مستشفيات مدينة المنصورة تعرض للإيقاف عن العمل بسبب سماحه لمراسلين من بعض القنوات الفضائية بالدخول إلى المستشفى لتصوير بعض المصابين وإجراء تسجيلات معهم.