بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مكاسب إضراب الأطباء.. كيف نبني عليها؟

بعد تعليق إضراب الأطباء في الجمعية العمومية التي أقيمت يوم الجمعة 21 ديسمبر، بعد صمود الأطباء الملحمي في أطول إضراب للأطباء في تاريخ مصر وهو احد اوسع واكبر الإضرابات بعد ثورة يناير، لابد من التوقف لدراسة وتقييم هذا الإضراب.

الحقيقة أن المكاسب من هذا الإضراب متنوعة، بدءاً من كسب تعاطف وتضامن قطاعات واسعة من الجماهير مع قضية الحق في العلاج وصحة المصريين، بالإضافة إلى تضامن عدد من القوى السياسية مع الإضراب مثل أحزاب الدستور والتحالف الشعبي ومصر القوية والوسط والاشتراكيون الثوريون. ولقد انعكس ذلك على مناقشات الأحزاب حول المواد الخاصه بالعلاج في الدستور وتحول قضية ميزانية الصحة إلى مطلب شعبي واسع التأييد.

استمرار الإضراب لأكثر من ثمانين يوماً وضع تساؤل ملح أمام قطاعات واسعة من نشطاء الحركة النقابية في الأطباء الذين حملوا على عاتقهم مهمه تنظيم الإضراب وتشكيل لجان الإضراب بالمستشفيات والوحدات،  هذا التساؤل هو: ماذا بعد؟ ماذا يمكن أن نحقق من نضالنا النقابي أكثر من ذلك؟

انتزعنا قرار الإضراب بعد جمعية عمومية ساخنة، ونظمنا إضرابنا من أسوان إلى الإسكندرية، وقد حققنا نسب عالية في المشاركة وصلت في بعض المحافظات إلى 90%، ومع ذلك لم تلتفت الدولة إلى مطالبنا المشروعة.

لقد اكتشفت قطاعات واسعة من الأطباء أن طموحات وأهداف الحركة الاحتجاجية في أوساط الأطباء أعلى من سقف إمكانيات حركة نقابية تناضل بشكل منعزل داخل جدران نقابة الأطباء مهما بلغت درجة نضالية هذه الحركة، وبدأت تلتفت إلى ضرورة التنسيق مع حركات الاحتجاج الاجتماعية الأخرى سواء في قطاعات مهنيه مثل المعلمين أو قطاعات خدمية أخرى مثل النقل العام، وهذا تطور كبير في الوعي النضالي والاجتماعي ما كان ليحدث لولا الإضراب.

أخيراً، أهم المكاسب هو انكشاف الصراع الطبقي داخل فئة الأطباء، ولم تعد فكرة نقابة مهنية تضم جميع زملاء المهنة وتدافع عن حقوق المهنة والمشتغلين بها قادرة على خداع شباب الأطباء والأطباء العاملين بالصحة، بعد أن انكشف بجلاء تناقض المصالح الطبقيه بين أطباء عاملين بأجر سواء في وزاره الصحة أو بالمستشفيات الخاصة وأطباء يعملون بالبزنس الطبي ويملكون أسهم في مستشفيات أو معامل تحاليل وآشعه استثمارية، وهو ما بدا واضحاً في الجمعيات العمومية من اعتبار الأطباء أن مجلس نقابة اغلبه من أساتذه الجامعة لا يعنيه قضيه كادر الأطباء لأنه لن يطبق عليه كما أن أغلبهم يستخدم الشارة الجامعية للعمل في المستشفيات “الخمسة نجوم” بأجور خيالية، وبالتالى ليس من مصلحتهم تحسين الخدمة الصحية في مستشفيات وزارة الصحة.. لتطفو على السطح فكرة إنشاء نقابه الأطباء العاملين بأجر، وبالتأكيد ستكون أقرب بحكم تكوينها من التنظيمات العمالية وستكون أكثر نضالية وثورية، وستكون نواتها هي لجان الإضراب التي قادت المعركة الاجتماعية الأخيرة.

هناك الكثير من المكاسب التي يمكن البناء عليها خاصة وأن المعارك الاجتماعية الكبرى لم تأتِ بعد؛ فبعد انتخاب البرلمان القادم من المتوقع تشكيل حكومة ائتلافية لتقوم بتمرير خطط التقشف المفروضة من صندوق النقد الدولي والتي اعترفت الحكومة بعد طول إنكار بأنها شروط القرض وستفجر موجة احتجاج اجتماعب واسع يجب علينا أن نكون في القلب منها.