دراسة حالة (3) شهر مايو 2009:
عمال «النيل لحلج الأقطان» على مستوى الجمهورية مضربون عن العمل ومعتصمون منذ 19 يوم ويتساءلون من يطبق القانون؟؟!!
بدأ عمال شركة النيل لحلج الأقطان علي مستوي الجمهورية في فروعها التي لم تغلق بعد في (المحلة – كفر الزيات- إيتاي البارود- زفتي- المنيا والأسكندرية)، والبالغ عددهم 1000 عامل، إضراب عن العمل واعتصام في أماكن عملهم منذ يوم 29/4/2009، وحتي الآن مستمرين، وذلك بسبب إصدار رئيس مجلس إدارة الشركة السيد عبد العليم الصيفي قراراً بأنتقاص حقوقهم في تخفيض الجهود والحوافز من 45 يوم لكل عامل شهرياً إلي 26 يوم فقط، وإعادة النظر في المحالج غير العاملة.
وقد كان عدد عمال شركة محالج القطان قبل الخصخصة سنة 1997 أكثر من ثلاثة آلاف عامل، والآن عدد ثلث هذا العدد.
وتحدث أحد عمال مصنع المحلة فقال: “السيد الصيفي منذ أتي وهو يسرق حقوقنا، فالعلاوة الـ 30% قرر عدم صرفها، وعملنا إضراب واعتصام وتدخل المسئولين بالتفاوض وتم الاتفاق بحضور القوي العاملة أن نصرف العلاوة 10% فقط وليس من مايو كما أقرت بل من أكتوبر 2008 ووفقنا، ولكنه قبل أن يصرفها، أيضاً قام بخصم من التقرير العام علي مستوي الشركة 3 أيام من كل عامل شهرياً، كما أنه بدأ في تأخير المرتبات فبعد أن كنا نقبض يوم 27 من كل شهر، وقبلها كنا نقبض يوم 22 من كل شهر، أصبحنا لا نقبض مرتباتنا سوي يوم 5 أو 6 من الشهر التالي، وإلي الآن لم نقبض مرتبات شهر أبريل”.
وأكمل زميل له فقال: “يقولون أن ذلك بسبب خسارة الشركة، وهذا غير صحيح، فهذه السنة التي تعتبر أقل سنة عملنا فيها ( بسبب نقص محصول القطن علي مستوي الجمهورية وليس بسببنا) قمنا بحلج 60 ألف كيس زهر، وشركة الدلتا المجاورة قامت بحلج 25 ألف كيس فقط، وهم من قاموا بشرائهم، وعمالها أخذوا جهودهم وحوافزهم وأرباحهم، وصرفوا 12 شهر ميزانية، فكيف تكون شركتنا تخسر علي الرغم من أننا عملنا أكثر منهم وعدد عمال مصنعنا أقل من عدد عمال مصنعهم، وهم يكسبون ونحن نخسر؟؟!!
العامل فينا يقوم بعمل خمسة عمال، ومن المفروض أن يزيدوا حوافزنا لا يقومون بإنقاصها”
ورد عامل ثالث فقال:” في تقرير المركز المالي للشركة في 31/3/2009، صافي ربح الشركة 32 مليون جنيه، فكيف يتحدثون عن الخسارة، إحنا كنا بناخد أجر خمس شهور في السنة في المناسبات المختلفة (رمضان، والعيدين، ومدارس، وشهر تحقيق ميزانية، هذه السنة لم نأخذ شئ، حتى إفطار رمضان شاله، كمان جاي ينقص الحوافز والجهود”
وذكر أحد العمال بمصنع المحلة: ” أن الصيفي أتي ليصفي الشركة، لأن مجاله هو العقارات وليس الصناعة، وأنه لو كان رجل صناعة لكان عمل علي تشغيل الشركة، ولكنه يريد تخسيرها لكي يصفيها وينتفع بأراضي الشركة وهي ( مصنع المنيا 80 فدان علي النيل، ومصنع المحلة 23 فدان- وشونةالمحلة 34 فدان- ومصنع كفر الشيخ 13 فدان- وايتاي البارود 30 فدان بخلاف الشون)، وأن المساهمين الأساسيين ممن أشتروا الشركة هي شركات عقارية وهي، الشركة الكويتية للعقارات، وشركة الخليج للعقارات) وأنه يريد تصفية الشركة وطردنا لكي يأخذ هذه الأراضي ويبيعها، فالمتر الواحد في موقع شركة المحلة سعره 25 ألف جنيه، كما أنه بعد اقل من شهر واحد من تولية الشركة قبل عيد العمال الماضي 2008 قام بتصفية محلجي الغنيمية بالمنوفية، ومحلج كفر الشيخ وقام ببيع أراضي مصنع الغنيمية، وتشريد عماله الـ 60 عامل، وقد تشتت عماله بين المصانع المختلفة، وحسني عبد الحميد أحد العمال الذي يذهب يومياً من الباجور للمحلة 4 ساعات في الذهاب ومثلهم في العودة يركب أربع مواصلات، ويصرف يومياً 10 جنيهات، وقد كان مرتبه قبل الخصم 750 جنيه، وبعد الخصم سوف يصبح 500 جنيه فقط، كل ذلك علي الرغم من أنه ضمن نسبة 5% معاقين واللذين من الفروض أن لا ينتقلوا من محافظة لأخري”
وأكمل عامل آخر: “الصيفي موقف صرح في المنيا به مصانع زيوت وصابون وعلف وأكسجين، الشركة مش فقيرة، بس هو مش عاوز يشغلها، هو عمال يبيع في جرارات الشركة وفي الخردة، باع جرارات لم تستعمل ومقاطير في المحلة وحدها بمبلغ 800 ألف جنيه، السنة اللي فاتت الشركة محققة 148 مليون جنيه أرباح، ولم تعتمد هذه الميزانية حتي الآن، وهو يقول لعضو مجلس الشعب أمين راضي إنه وزع علينا أرباح وهذا لم يحدث، المفروض إن البلد فيها قانون، لجنة القوي العاملة التي انعقدت في مجلس الشعب أدانوا تصرفاته، وقالوا العمال عندهم حق، وطيب وبعدين وإحنا مضربين ومعتصمين أهه مين يجيب لنا حقنا ده، ومين يطبق القانون؟؟!!
وتحدث عامل فقال:” بأنه بعد الخصخصة أصبحنا لا نقوم بحلج الأقطان لشركات القطاع العام بعد أن كنا الشركة الأولي في الشرق الأوسط، وعلي الرغم من هذا اعتمدنا علي معارفنا وقمنا باستجلاب شركات قطاع خاص لنحلج لها أقطانها، والصيفي يقوم بتطفيشهم”
هذا وقد أوجز العمال مطالبهم في:
1- المرتب كامل بدون المساس بالجهود والحوافز
2- نسبة الـ 10% أرباح.
3- التوقف عن بيع أصول الشركة والتصفية.
وعبر أحد العمال عن مشكلته في عدم تسلم مرتباتهم فقال:”عاوزين نقبض علشان نأكل ولادنا، وندفع إيجارات السكن، وندفع فلوس الدروس قبل الامتحانات، إحنا هنروح لعيالنات نقول لهم أيه لما يقولوا لنا عاوزين؟؟
هذا وفي أثناء الفترة الماضية من إضراب واعتصام عمال شركة حلج الأقطان، كلنا تابعنا ما يحدث من عنف تجاههم، فقد شهدت محافظة المنيا صباح يوم 2/5/2009 تصعيدا كبيرا من قبل عمال شركة النيل لحليج الأقطان، حيث خرج عمال الشركة يصطحبون زوجاتهم فى مسيرة كان مخططا لها أن تبدأ من أمام أبواب الشركة وتنتهى أمام ديوان عام محافظة المنيا، ينددون بسياسة الشركة فى بيع أصولها وعدم صرف رواتبهم حتى الآن، مرددين الهتافات المناهضة لمجلس إدارة الشركة.
وعمدت قوات الأمن إلى إغلاق مداخل ومخارج الشركة ومنع العمال المتظاهرين من التحرك من أمام الشركة حتى لا يلتحمون مع المواطنين، مما دفع العمال لقطع الطريق لمدة ثلاث ساعات متواصلة، رافضين الاشتباك مع أفراد الأمن.
ووجه العمال إنذارا لرئيس مجلس إدارة الشركة ولجميع المسئولين بأن اليوم هو الأول فى التصعيد، وأن الأيام القادمة سوف تشهد تصعيدا لا يتوقعه المسئولون داخل محافظة المنيا[1].
وقامت أجهزة الأمن بمحاصرة العمال وإجبارهم علي الدخول لمقر الشركة، مما أدي إلي إصابة 4 عمال أثناء التدافع[2].
كما حاصرت نحو 10 سيارات أمن مركزى(3/5/2009)شركة النيل لحليج الأقطان فى المنيا، لمنع خروج العمال المعتصمين للتظاهر على طريق «مصر ـ أسوان الزراعى».
كما اعتدت الشرطة علي 3 عمال من مصنع أيتاي البارود، وكان العاملون بفرع إيتاي البارود قد منعوا عدداً من الشاحنات من دخول الشركة لتحميل الأقطان لكن الشرطة تدخلت وقامت بتحميل الشاحنات بالقوة وطرد عمال الوردية الثانية لمنعهم من التعرض لها مرة أخري بعد أن نجح عمال الوردية الأولي في منع تحميل الشاحنات بشحنات الأقطان المعدة للتصدير.
فيما أصر العمال علي عدم فض الاعتصام إلا بعد تحقيق مطالبهم بإلغاء الخصومات، مؤكدين أن الشركة تحقق أرباحا علي عكس ما تردده إدارتها عن وجود خسائر[3].
هذا ومن الشعارات التي يعلقها عمال مصنع المحلة فوق بوابة مصنعهم هي: “أنقذوا الغلبان من الثعبان”، ” المرتب كله أه، 70% لأ”، ” مش أسمها حكومة يا جاهل، اسمها رجال أعمال”، “وباء الصيفي أخطر من وباء الخنازير”، “يا حكومة أنتي فين، هنأكل عيالنا من أين”، ” أغيثونا مصاصي الماء أكلونا”.
[1] – اليوم السابع، 2/5/2009، عمال النيل للأقطان يقطعون طريق المنيا السريع
[2] – الدستور، 3/5/2009، إضراب عمال «النيل لحليج الأقطان» يدخل مرحلة المبيت داخل المحالج..
[3] -الدستور، 7/5/2009، إصابة 4 عمال بالمحالج في البحيرة بعد تدخل الأمن لفض الاعتصام بالقوة