بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عاملات «كريستال عصفور».. الإنتاج بالملايين والمرتب بالملاليم

كما بدأت عاملات المحلة أكبر إضراب في مصر في ظل حكم الديكتاتور مبارك، والذي انتهى بحرق صورته وسط هتاف “يسقط يسقط حسني مبارك”، بدأن إضرابهن لينضم لهن باقي عمال المصنع.

في حوار مع عاملات مصنع كريستال عصفور ببهتيم، والتي تقدر نسبة العاملات به 80% من إجمالي العمالة بالمصنع، ذكرت هبة ثابت، متحدثةً باسم العمال، وهناء منصور وعبير إبراهيم، العاملات بالمصنع، أن ظروف العمل كارثية بداية من الرقابة الصارمة على الملابس التي ترتديها العاملات ووصول الجزاءات عليهن أحيانا لخصم كامل للمرتب، مرورا بعدم تحديد معيار للترقيات، إلى الظروف القاسية للإنتاج.

ظروف العمل والمرتبات

المصنع يحدد لكل عاملة نسبة معينة من الإنتاج التي يجب أن تتخطاها، وإن لم تنتجها فلن تحصل على أي مرتب خلال الشهر، وهذا يعني أن العاملة قد تنتج أقل من هذه النسبة بواحد من المائة فقط، فيذهب كل هذا الإنتاج لصاحب المصنع بلا أي مقابل. “12 كيلوا من الكريستال ب3.5 مليون والبنات هنا بينتجوا 53 كيلوا في الساعة وممكن ميقبضوش حاجة في الآخر أو بالكتير هيخدوا كام”، هكذا رددت هبة ثابت مستنكرة الظلم الواقع عليها وعلى زميلاتها، فمرتباتهن تتراوح بين 300 جنية و1200 كمشرفات.

“البنت بتبقى متعودة على حجم كريستالة معين ممكن متجيش طلبية بيه مجبورة تنتج نفس الكم من غير ما يراعي أن عينها لازم تخد على الحجم الجديد ده”، هذا ما قالته هبة عن تحديد هذه النسبة، فيتم الأمر عن طريق تجربة مجموعة من العاملات على ماكينات وظروف أفضل بكثير من الطبيعي وحساب معدل إنتاجهن. وبهذا يتم تجاهل الظروف المتغيرة للعاملات أو الأعطال في الماكينات أو أيه ظروف طارئة.

الترقيات

أحد أهم مطالب الإضراب هي مكافأة العاملات الأقدم والأكثر خبرة، نظراً لأن الترقيات لا تتم إطلاقا على أساس الخبرة أو الأقدمية بل على أساس الأقوى شخصية. فبينما عملت هناء منصور لمدة 6 سنوات في المصنع لم تتلق أية ترقية، إلا أن هناك زميلات لها يعملن منذ 3 سنوات تم ترقيتهن، والمعيار هنا من التي ستطيع التحكم والسيطرة على العاملات وتطبيق أوامر الإدارة.

الأطفال والحضانة

المصنع يوفر حضانة للعاملات إلا أنها متكدسة بالأطفال وبمجرد اشتباه المشرفة في أي مرض لدى الطفل فهي ترسل لأمه لتأخذه وتفرض عليها اجازة وهو ما لا تتهاون معه الادارة. فالإدارة قادرة على الفصل التعسفي لمن تتجاوز أيام غيابهم عن 20 حتى وإن كان مرضي. وبالرغم من هذا التدقيق الشديد والصرامة مع الأمراض إلا أن تكدس الحضانة جعل تفشي الأمراض بين الاطفال شيئا حتميا.

الرقابة على الزي

الإدارة تفرض على العاملات (العاملات فقط دون الإداريات) زي معين وهو العباية والإيشارب وعدم ارتداء أي مساحيق تجميل، وتخضع العاملات لرقابة من المشرفات التي يستطعن أن يحددن جزاءات مادية قد تصل للحرمان من المرتب كاملا إذا لم يتناسب زي العاملة مع “القواعد”. هذه القواعد غير محددة ونسبية وهو ما يترك الفرصة للتلاعب في بعض الأحيان، فقد ترى مشرفة ما أن هذه العباية “ضيقة” فتجازي العاملة بما تراه يستحق هذا الجرم! مرة أخرى بهذا الانضباط الديني الذي يفرضه صاحب المصنع يصب في مصلحته إنتاج “ببلاش”.