مؤتمر عمالي بالسويس للمطالبة بقانون الحريات النقابية ووقف التعسف ضد العمال

نظم أمس الاثنين في حوالي الثامنة مساءاً الاتحاد المصري للنقابات المستقلة والاتحاد الإقليمي لنقابات السويس مؤتمراً عمالياً بالسويس للمطالبة بإصدار قانون الحريات النقابية ووقف التعسف ضد العمال.
صعد على المنصة كل من كمال أبو عيطه (رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة)، وفاطمة رمضان (عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد) إلى جانب محمد عابدين (عضو المكتب التنفيذي) وسيد فتحي المحامي بمؤسسة الهلالي للحقوق والحريات، وسعود عمر من اتحادية عمال السويس، وأشرف عيسى أمين عام نقابة ميناء السخنة، ومحمد سعيد (أمين عام الاتحاد الإقليمي بالسويس)، ومصطفى المصري أمين الصندوق للاتحاد الإقليمي.
بدأ المؤتمر بحضور العديد من المناضلين النقابيين وعمال السويس من مختلف المصانع والنقابات، منها نقابة أليكو إيجيبت، وسان جوبان، وسيراميكا كليوباترا، والسويس للأسمدة، ونقابة المحاجر والسائقين المستقلة، ذلك بالإضافة إلى تضامن تكتل شباب السويس والتيار الشعبي بالسويس.
افتتح المؤتمر محمد سعيد بكلمته، وبعد أن رحب بالحضور تحدث عن قيام الثورات في تاريخ مصر من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وما تحصده الثورات المصرية إلا الجور على مصالح العمال ابتداءاً من حكومة الوفد بحل حزب العمال ومروراً بثورة يوليو وما تلاها من إعدام القيادات العمالية، وختاماً بثورة يناير المجيدة، وتجريم الاعتصامات من المجلس العسكري، والفصل التعسفي للعمال بحكومة الإخوان فى عهد مرسي، وطالب سعيد بإقالة خالد الأزهري وزير القوى العاملة لما يحدث منه تجاه العمال وتصديه للحريات النقابية.
فيما أكد مصطفى المصري على مطالب ثلاثة، وهي وقف مسلسل التشريد والتعسف ضد العمال، وإجراء تعديلات تشريعية عاجلة لمواجهة الانحياز الواضح في التشريعات الناظمة لعلاقات العمل، ومنها قانون 12 لسنة 2003، وكذلك قوانين الاستثمار 159 لسنة 1981 و8 لسنة 1997، كما طالب أيضاً بإصدار قانون الحريات النقابية في انتقاد واضح لخالد الأزهري وزير القوى العاملة.
ثم انتقل الحديث للأستاذ أشرف عيسى (أمين عام نقابة ميناء السخنة) الذي أعلن أن عمال ميناء السخنة مستمرون في نضالهم حتى يستردون حقوقهم ويعود زملائهم المفصولين للعمال، كما أكد على أنهم سيحصلون على حقوقهم رغماً عن أصحاب رأس المال المستغلين ورغما عن الوزير الإخواني المنحاز لهم، وردد هتاف “المصانع للعمال، مش لعصابة رأس المال”.
وفي بداية كلمته، دعا كمال أبو عيطة حضور المؤتمر للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورات الربيع العربي، ثم تحدث عن ميدان الأربعين الذي وصفه بالشرارة الأولى للثورة، وكفاح عمال السويس وقال “عمال السويس أنا مابخافش عليهم لأني عارف أنهم هياخدوا حقهم غصب عن أي حد”. ثم أخذ في نقد خالد الأزهري وطالب بإقالتة، وأكد أيضاً على أن الإضراب أحد أسلحة العمال ضد العصابة الرأسمالية.
وانتقلت الكلمة المناضلة النقابية فاطمة رمضان التي تحدثت عن حالات التعسف ضد العمال والمقارنة بينها وبين نظام المخلوع، كما أكدت على أن حالات الفصل التعسفي زادت بنسبة 600%، أي أن النظام لم يتغير بعد الثورة بل ازداد ظلماً واستبداداً ضد العمال. واستطردت فاطمة رمضان الحديث قائلة “لو كان فيه حكومة أصلاً كان العمال طالبوا بحقوقهم اللي المفروض الحكومة تجيبهلهم”، وأكدت على رغبتها في إقالة حكومة قنديل نظراً لانحيازها الواضح لرجال الأعمال. واختتمت كلمتها بالهتاف “الإضراب هو سلاحنا ضد السلطة اللى بتدبحنا”.
أما محمد عابدين، فقد بدأ كلمته بالمطالبة بتوحيد العمال حتى يحصلون على حقوقهم، ثم انتقد سياسات الإسلام السياسي الاقتصادية، فيما أكد سعود عمر على أن توجه المؤتمر والقائمين عليه هو السعي لمصلحة العمال فقط وضد تفرقتهم على أساس السياسة أو الدين.
وبعدها انتقل سيد فتحي المناضل الحقوقي ومدير مؤسسة الهلالي للحريات للحديث عن النضالات العمالية، وأكد على أنه طوال تاريخه لم يرَ ما يحدث ضد العمال مثلما يحدث هذه الأيام، كما أشاد بتضامن عمال السويس مع بعضهم وتمنى أن يتم ذلك بين عمال مصر جميعاً.
وقام محمد سعيد بتقديم أحد العمال المفصولين من ميناء السخنة وهو محمد عبد الغني الذي أكد على الانحياز الواضح من جانب الحكومة والدولة لمصالح رجال الأعمال ضد العمال، كما أكد أنه خلال لقائه مع الأزهري بدأ يشعر بالخوف على مستقبله هو وكافة العمال نظراً لانحيازه الواضح والصريح للرأسمالية، وأشار إلى أنهم مستمرون في كفاحهم حتى لو كلفهم الأمر المزيد من التضحيات.
وانتهى المؤتمر بخبر إصدار إدارة ميناء السخنة قراراً بفصل أربعة عمال آخرين، فيما استقبل عمال الميناء الخبر بالتأكيد على استمرارهم في النضال من أجل حقوقهم حتى لو تم فصلهم جميعاً لأنهم الأقوى سترضخ الإدارة لمطالبهم رغماً عن أنفها.