بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

نار الأسعار تشعل غضب الفقراء

الحديث الأول لفقراء مصر في كل مكان… في العمل والبيوت والشارع والحارة وعلي القهوة وحتي في وسائل المواصلات أصبح هو حديث الأسعار وارتفاعها الجنوني الذي حول حياتهم وأسرهم لجحيم، في نفس الوقت الذي مازالت فيه الأجور كما هي لم تتغير، بل إن الحقيقة أن الأجور في انخفاض مستمر لأنها لم تعد قادرة على ملاحقة غول الأسعار، ورغم أن حديث الأسعار مستمر طوال العام، إلا أنه يزداد في مواسم بعينها، مثل الأعياد وقدوم شهر رمضان ودخول المدارس، حيث تحتاج الأسرة لمبلغ وقدره دفعة واحدة لمواجهة تكاليف الموسم بشراء مستلزماته، وهذا العام تلعب الصدفة دورها ليأتي موسمين من أشد المواسم تكلفة للأسرة المصرية متزامنين، هما قدوم شهر رمضان ودخول المدارس، في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف شراء مستلزمات المدارس وشهر رمضان ـناهيك عن تكاليف المعيشة المعتادة من سكن وعلاج وغيرهماـ بشكل غير مسبوق.

معاناة الفقراء وعدم قدرتهم على احتمال نار الأسعار بدا واضحاً بشكل كبير في الآونة الأخيرة، في تصاعد الغضب ووتيرة الإحتجاجات الجماهيرية التي شملت عمال وموظفين ومعلمين وممرضات… وغيرهم، انتفضوا لرفض سياسات التجويع والإفقار، وتزداد احتمالات الإنفجار خاصة مع اسمترار الأزمة السير إلى نفق مسدود، فرغم أن الحكومة مازالت مستمرة في كذبها المفضوح حول إنجازاتها ووقوفها إلى جانب محددوي الدخل، إلا أن الواقع العملي يثبت كل يوم إلى جانب من تقف هذه الحكومة، إنها تقف في صف رجال الأعمال الذين تبيع لهم المصانع وتساعدهم على إحتكار السلع وتملكهم رقاب الفقراء وحياتهم، لم تعد وسائل كذب الحكومة صالحة في تزييف الحقيقة، وفي نفس الوقت لم يعد الفقراء قادرين على الحياة بهذه الطريقة، فالكادحين الذين خضعوا لنظام مبارك تارة تحت وطأة القهر والإستبداد وتارة أخري انتظاراً لأكاذيب الرخاء، بدأوا طريق النضال وتعلموا جيداً أن حقوقهم المسلوبة لن تعود دون كفاح طويل ضد لصوص قوتهم.