انتصار عمال «أفيكو»
استقبل عمال شركة أفيكو للصناعات الغذائية في السويس العام الجديد بفرحة الانتصار بتحقيق مطالبهم، فبعد اعتصام دام خمسة أيام، وإضراب دام يومين نجح العمال في انتزاع جزء كبير من حقوقهم، وهي: إلغاء قرار تحويل زميلهم فتحي عفيفي للجنة الخماسية وعودته للعمل، وإقرار حقهم في الأرباح السنوية في شهر يناير من كل عام بنسبة 10% من الأرباح، وإقرار منحهم شهرين كأرباح عن العام الماضي، كذلك إقرار بدل وجبة غذائية 5 جنيهات عن كل يوم، وعلبة سمنة وزجاجة زيت شهرياً.
كما وعدت الإدارة العمال بدراسة باقي مطالبهم فيما يخص حقهم في بدل الورادي، والتأمين على زملائهم غير المؤمن عليهم.
والأهم من هذا وذاك أن عمال أفيكو اكتشفوا في أنفسهم قوة وسلاح يستطيعون من خلاله انتزاع حقوقهم، أما القوة فهي وقوفهم معاً للمطالبة بحقوقهم، والسلاح هو الإضراب.
وكان عمال شركة أفيكو -450 عامل- للصناعات الغذائية بعتاقة بالسويس قد بدءوا اعتصامهم بمقر الشركة يوم 26 ديسمبر الماضي، وفي اليوم السادس، الأحد 30 ديسمبر، حول العمال اعتصامهم إلى إضراب عن العمل لكي يستقبلوا العضو المنتدب للشركة الذى أشيع إنه قادم للتفاوض معهم، وفي تواطؤ واضح مع صاحب العمل لم تحرك القوى العاملة ولا المسئولين ساكنا.
اندلعت شرارة الأحداث عندما علم العمال نية الإدارة بفصل أحد زملائهم، فبدأ عمال الوردية الثالثة الاعتصام، لينضم إليها كل ورادي الشركة تباعا، وفور إعلان الاعتصام اتسعت مطالبات العمال لتشمل:
- الأرباح التي لم يحدث أن أخذوها منذ بداية عمل المصنع في عام 1999، رغم أن الشركة تحقق مكاسب خرافية بدليل أنه تم إنشاء ثلاثة مصانع أخرى من مكاسب وأرباح وعرق العمال في مصنع عتاقة.
- صرف بدل الورادي للعمال.
- صرف بدل وجبة غذائية للعمال، حيث أنهم محرومون من بدل الوجبة الغذائية بالمخالفة للقانون.
- إلغاء تحويل زميلهم فتحي عفيفي للجنة الخماسية، وذلك تمهيداً من إدارة الشركة لفصله.
- التأمين على العمال غير المؤمن عليهم.
هذا ويعاني العمال بالشركة من الكثير من المشاكل، منها أنه لا توجد أي وسائل سلامة وصحة مهنية بالشركة، وقد تسبب ذلك في قتل العمال، وإصابتهم بعاهات مستديمة، كل ذلك ووزارة العمل لا تحرك ساكناً، فمنذ ما يقرب من عام قتل زميلهم سامح الذي كان قد استلم العمل بالشركة قبل قتله بشهرين فقط، وذلك بعد أن قفلت الماكينة عليه، ويحدث بشكل مستمر أن يقطع المكن أيادي وأرجل العمال.
كما أن العمال والبالغ عددهم أكثر من 450 عامل، المثبت منهم فقط 150 عامل، أما الباقي أما بعقود مؤقتة لمدة 6 شهور، أو حتى بدون عقود، وبدون تأمينات.
هذا ورغم تعرض العمال المعتصمين لضغوط من قبل الإدارة لفض الاعتصام وذلك من خلال التهديد بإلغاء عقودهم، أو تشريدهم ونقلهم إلي فروع أخري مثل دمياط، إلا أن العمال واصلوا نضالهم حتى انتزعوا حقوقهم
المعروف إن العاملين بالمناطق الصناعية في السويس وبورسعيد والإسماعيلية يعانون من أشد أنواع الاستغلال، مما أدى إلى ظهور سلسلة من التحركات العمالية في الفترة الأخيرة، نجح معظمها في تحقيق بعض مطالب العمال.