بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

في حوار مع أحد قيادات إضراب المحلة:

قدرنا نجبر الحكومة على الرضوخ لمطالبنا

“المحلة قاطرة النضال العمالي” مقولة أثبتتها الأحداث بما لا يدع مجالا للشك خلال الشهور القليلة الماضية، ففي أقل من 9 أشهرنفذ عمال المحلة إضرابين ناجحين كان الأول في ديسمبر 2006 بمثابة الشرارة التي أشعلت نيران الغضب العمالي في الكثير من المواقع، وجاء الإضراب الثاني في سبتمبر الماضي، ليؤكد على حقيقتين، الأولى هي استمرار المعركة وصمود العمال، والثانية أننا على أعتاب مرحلة جديدة من الكفاح العمالي تحمل الكثير من الأمل للطبقة العاملة المصرية.

لكن كيف يرى العمال أنفسهم هذه الحالة؟ كيف يفكرون في المستقبل؟ ماذا تعلموا خلال النضال؟ كل هذه التساؤلات وغيرها طرحتها الإشتراكي على “كمال” أحد قيادات إضراب غزل المحلة الثاني في سبتمبر الماضي.

– بداية كيف ترى تأثير الإضراب على وعي العمال؟

للإضرابات دور مهم في خلق كوادر وسط العمال، بالإضافة إلى الإسهام في رفع وعي العامل البسيط وتوضيح إن المشكلة في الوحدة المصنعية الصغيرة جزء من مشكلة أكبر تخص العمال بشكل عام. بالنسبة لي.. بدأت الاهتمام والدخول في الحركةالعمالية بعد إضراب منحة المدارس عام 1986 بعد 3 سنين من عملي في الشركة، وكان لإضراب ديسمبر 2006 وإضراب سبتمبر اللى فات أثر كبير جدا في رفع وعي العمال وإفراز عدد كبير من القيادات.

– يرى البعض أن الإضرابات زادت عن حدها بشكل كبير في غزل المحة.. تعلقيك.

الناس وصلت لمرحلة اليأس بسبب ضغوط الحياة وارتفاع الأسعار بشك غير معقول، والإضرابات دى مش حتنتهي إلا بحل المشكلة الرئيسية وهي ربط الأجور بالأسعار.

– هل يعني ذلك أن الإضراب مازال مطروحاً كحل وحيد أمام العمال؟

أيوة، عمال غزل المحلة بيقولوا ان مطالبنا بدأت باضراب سبتمبر ومش حتنتهي إلا بتحقيق كل المطالب، والمطلب الأساسي هو إنشاء وتفعي مجلس قومي للأجور، علشان يحقق الموازنة بين الأجور والأسعار الجنونية اللى ما شفناش زيها قبل كده، المطلب الثاني هو ربط الحافز بالأجرالأساسي، بنسبة لا تقل عن 50%.

– ما هي أفضل وسيلة يستطيع العمال بها تنظيم أنفسهم في ظل عدم حل المشكلة جذورها واحتمال تجدد الإضرابات؟

الوسيلة الأفضل هي تكوين الروابط داخ مصنعن وبالنسبة لشركة مصر –غزل المحلة- أقترح تكوين رابط تضم بحد أدنى 3 عمال من كل قسم من أقسام الشركة، وإذا لم تسمح الدولة بذلك فليس أمام العمال إلا العودة للإضراب من جديد.

– هل تتوقف مطالب العمال في التنظيم عند الرابطة؟

الرابطة مش الحل النهائي، لكن الحل الحقيقي هو تكوين حزب “الجوع والفقر”، خصوصا أن الأحزاب الموجودة حالياً لا تعبر عن العمال وأحوالهم… عمال مصر تحت خط الفقر وده بشهادة البنك الدولي اللي بيعتبر الحد الأدنى للفقر2 دولار يومياً، يعنى المفروض يكون متوسط دخل الأسرة المصرية المكونة من خمسة أفراد 300 دولار شهرياً، علشان كده الحزب ده حيضم تحته ملايين العمال والفقراء في مصر.

– تعتبر غزل المحلة واحدة من القلاع المعدودة التي نجت من مذبحة الخصخصة… باعتقادك ما هي سبل مواجهة هذا الخطر؟

الخصخصة تعتبر احتلال اقتصادي للبلد، لا يختلف كثيرا عن الاحتلال الأجنبي، لكنه المرة دى جه بأيد مصريين عملا للأجانب.. الأمر العجيب في الخصخصة أن بعض المؤسسات تباع للأجانب ويرفضون بيعها للمصريين.

– لكن الحكومة تتحجج بأن هذه الشركات خاسرة؟

إذا كان لا بد للشركات دى إنها تباع، فالأولى إنها تباع لعمالها إذا قدروا إنهم يشتروا أسهم أو تباع لمساهمين من الشعب المصري، زي ما بتطالب بعض القوى السياسية بطرح بنك القاهرة للإكتتاب الشعبي.

– هل لعبت الصحافة دورا مؤثرا أثناء إضراب المحلة الأخير؟

الصحافة المستقلة والمعارضة لعبت دور إيجابي جدا، بخلاف الجرايد القومية اللي حاولت التعتيم على الإضراب واتهام العمال بالتخريب، لكن الحكومة تناست القنوات الفضائية والصحف المستقلة اللي حضرت لمقر الشركة ونقلت للجمهور اللى شافته من تنظيم أثناء الإضراب والمطالب المشروعة اللي رفعناها.

– وماذا عن دور القوى السياسية؟

نشكر لهم الدعم والمساندة اللي قدموه، لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن الإضراب كان يقف وراءه قوى سياسية معينة، فالحكومة اتهمت الإخوان مثلاً بالوقوف خلف الإضراب والتحريض عليه، وهذا غير حقيقي.

– هل حقق عمال المحلة مكسباً معنويا إلى جانب المكاسب المادية التي حققوها نتيجة الإضراب؟

أهم مكسب كان إجبار الحكومة على الرضوخ لمطالبنا والتراجع عن التصريحات العنترية التي أطلقوها أول أيام الإضراب من نوعية أنه لاتفاوض مع عمال المحلة لأن مطالبهم غير مشروعة، وفي النهاية حضر حسين مجاور بنفسه للتفاوض مع القيادات اللي وصفها قبل كده بالمخربين، هذا التراجع أعطى للعمال الثقة بالنفس وخلاهم أكثر جرأة في طلب حقوقهم.