رغم تواطؤ النقابة العامة والقوى العاملة
انتصار جزئي لعمال طنطا للكتان
اخيرا.. وبعد 150 يوما من الكفاح والمثابرة.. نجح عمال طنطا للكتان في تحقيق إنتصار جزئي.. وأجبروا المستثمر السعودي على التفاوض معهم والاستجابة لبعض مطالبهم.
وحسب المعلومات شبه المؤكدة فقد توصل العمال والمستثمر لإتفاقية تنص على رفع بدل الوجبة من 30 جنيه إلى 60 جنيها ..وإضافة علاوة للراتب، وعودة العمال المفصولين في عام 2008.. وخروج العمال الذين تم فصلهم أثناء الإضراب (30) عاملا إلى المعاش المبكر بمكافاة قدرها 45 ألف جنيه لكل عامل..
الاتفاق بالطبع لم يلب كل مطالب العمال.. الذين ناضلوا من أجل زيادة بدل الوجبة إلى 90 جنيه وإضافة علاوتين للراتب، وطالبوا كذلك بحصتهم في الأرباح وعودة المفصولين دون قيد أو شرط .
ولكن النتيجة السابقة لم يكن من الممكن التوصل إلى أفضل منها في ظل الأوضاع التالية، كما يقول قائد عمالي بالشركة :أولا الضغوط التي تمارسها عليهم وزارة القوى العاملة لإجبارهم على فض الإضراب مقابل صرف راتب شهر أكتوبر من صندوق الطوارئ. وهو ما يعد بمثابة إعلان الحرب على مستقبل ألف أسرة.
ثانيا: توقف النقابة العامة للغزل والنسيج عن صرف رواتب العمال، وأحالته إلى وزارة القوى العاملة، كما رفضت مطلبنا، بتعويض الخسارة المالية للعمال المضربين، والتي ستصل تقريبا إلى 40% من أجر كل عامل. وهو ما نعتبره تخلى عن الإضراب، وطعنة في الظهر.
ويذكر أن النقابة العامة للغزل والنسيج رفعت يديها عن الإضراب منذ شهرين، لكنها عادت وتبنت الإضراب، من جديد، بعد أن اعتصم العمال أمام مجلس الوزراء.
ثالثا: غياب ضغط عمالي حقيقي على وزارة القوى العاملة لتعيين مفوض يسمح بتشغيل الشركة، فالوزارة قامت فقط بالتلويح بورقة التشغيل للضغط على المستثمر.
رابعاً: قام المستثمر بإرسال خطابات فصل للعمال، الذين تفاوضوا مع الوزيرة من أجل التشغيل.
خامسا: احساس العمال أن الشركة مهددة بالتصفية، خاصة أن صناعة الكتان تعتمد على التصدير، وقد قام المستوردون بالفعل بإلغاء عقودهم مع الشركة، بعد استمرار الإضراب لفترة طويلة، مما يسهل على المستثمر، في الفترة المقبلة، الدخول في مفاوضات من أجل التصفية والإغلاق، مع منح العمال تعويضات مالية.
خامسا : صدور تعليمات، من سعيد الجوهري، رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج، ومن عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة لجنة النقابية بالشركة بعدم التعامل أو استقبال قوى التضامن مع العمال، وهي التعليمات التي نجحت بالفعل خلال الشهر الماضي، في منع قوى التضامن من الدخول للشركة.
وبالرغم من كل ذلك فقد نجح العمال في الصمود لمدة خمسة شهور كاملة ، وحققوا بعض مطالبهم في عز الأزمة المالية التي تضرب بالأقتصاد المصري، وفي ظل حماية غير مسبوقة للأستثمار وللمستثمرين وصلت لدرجة أن الدولة بكل أجهزتها لم تستطع أن تجبر مستثمر سعودي على التفاوض معها إلا بعد خمسة شهور كاملة.
ويبقى أن المعركة لم تنتهي بل أن فصلا جديدا منها يكاد يبدأ في حال تشغيل الشركة وعودة الادارة التي ستسعى إلى إخراج العمال على المعاش المبكر والتخلص من قيادات العمال وهو ما يتطلب من العمال وقياداتهم ان يقفوا صفا واحدا، وأن يقاوموا سياسة المعاش المبكر باعتبارها موتا مبكرا..
فقط بوحدة العمال وتضامنهم يستطيعون ان ينتزعوا كافة مطالبهم. ولا يسعنا سوى أن نتوجه بالتحية إلى عمال إلى الكتان الأبطال الذين نظموا أنفسهم، ورابطوا في شركتهم لمدة 5 شهور كاملة.