عمال غزل المحلة
احتفالية مركز الدراسات الاشتراكية
أظهر الاحتفال الذي أقامه مركز الدراسات الاشتراكية بعد انتصار عمال المحلة يوم الأربعاء العاشر من أكتوبر مدى التأثير الذى أحرزه نضال عمال غزل المحلة، فقد حرص على حضور الاحتفال العديد من ممثلى القوى السياسية و فصائل اليسار والقيادات العمالية من مواقع مختلفة، وفي حديثهم عن مستقبل الحركة فوجئ الحاضرون بمستوى الوعي والصلابة لدى قيادات غزل المحلة، كما أبدى عمال المحلة تقديرا خاصا لحركة التضامن معهم خلال الإضراب وتأثيرها على موقفهم، وأكدوا أنهم لم يتوقعوا كل هذا التضامن والسرعة التي ظهر بها منذ اليوم الأول لإضرابهم، من عمال المطاحن وكفر الدوار وغزل شبين وطلاب الجامعات وأثر التضامن العالمي الذي جاء من نقابات جنوب أفريقيا والإتحادات العمالية الدولية، والنتيجة التي رآها عمال المحلة منطقية لهذا التضامن هو أنهم أصبحوا مطالبين بالتضامن مع كل موقف ومطلب عمالي وأن وحدة الطبقة العاملة هي الطريقة الوحيدة لانتزاع مطالب العمال، واكدوا أنهم سوف يعلنون التضامن بكل السبل مع كل احتجاج عمالي.
وعن مستقبل الحركة أكد عمال المحلة أنه مثلما كان إضراب ديسمبر 2006 بداية لحركة أكبر وصلت إلى إضراب سبتمبر فإن الإضراب الأخير هو بداية لحركة أكبر لا بد أن تصل إلى تحسين حقيقي لأوضاعهم وشددوا على أن إضرابهم لم يكن يهدف إلى مجرد صرف 70 يوم كانت مقررة أصلاً إن عاجلا أو آجلا وأن ما حدث بعد إضراب ديسمبر لن يتكرر فقد أضرب العمال لثلاثة أيام وأنهوا الإضراب بصرف الشهرين، ولم تتحسن أوضاعهم إجمالا، وحددوا أن ذلك التحسن لن يكون إلا عبر المطالب التي رفعوها خلال الإضراب، وهي ربط الحافز الأساسي وزيادته 7% سنويا، بالإضافة إلى صرف بدل وجبة وقائية (كيلو لبن يوميا) بالسعر الجاري في الأسواق، كذلك تحسين العلاج وخدمة النقل.
أكد العمال أنهم مازالوا في صراع من أجل هذه المطالب وأنهم قد يدخلون جولة مفاوضات قصيرة مرة أخرى يليها موقف عمالي حاسم، أشار العمال أيضاً أنهم لن ينسوا موقف النقابة وأنهم مصرون على الانسحاب منها ووقف تحصيل اشتراكها من أجورهم، وأن رابطة عمال المحلة التي يسعون في تأسيسها ستكون البديل المؤقت للنقابة التي تخلت عنهم.
ولم يبد عمال المحلة أثناء الاحتفالية وعيا نقابيا ومطلبيا راقيا فقط، بل أبدوا أيضا وعيا سياسيا متطورا بطرحهم لفكرة أهمية بناء حزب عمالي يمثل العمال ويدافع عن مصالحهم في مواجهة الدولة، تلك الفكرة التي حازت قبول كافة القوى السياسية التي حضرت الاحتفالية.