مصنع الضفائر الكهربائية للسيارات ببورسعيد:
وزير الاستثمار والإدارة يتنكرون لوعودهم والعمال يحتجون.. والأمن يقمع

احتجز بعد ظهر أمس الخميس 18 أكتوبر عمال مصنع الضفائر الكهربائية ببورسعيد عدداً من موظفي مجلس إدارة الشركة المصريين والأجانب داخل المصنع رداً على قرارهم المعلن في وقت سابق بفصل كل العمال المضربين وقبول عمال جدد لإعادة تشغيل العمال من صباح الغد، مع استمرار توافد التعزيزات من الأمن لتصل إلى أربع سيارات أمن مركزي ومدرعة وناقلة جنود عسكرية في محاولة لفض تجمهرهم.
فبعد أن تخلى العمال عن سلاحهم الحقيقي وهو الإضراب داخل المصنع، وبعد إخلاء المصنع كما كان مقرراً بمحضر الاجتماع مع وزير القوى العاملة خالد الأزهري ومحافظ بورسعيد أحمد عبد الله, الذين وعدوا العمال ببدء التفاوض مع إدارة المصنع وتأكيد تنازل المصنع عن جميع المحاضر المحررة ضد العمال, إلا أن كل هذه الوعود تبخرت – كالمعتاد – ولم تكن إلا مهدئ للعمال لفض إضرابهم الذي دام لقرابة الشهر.
وفي خطوة مستفزة من جانب الإدارة في اليوم التالي لفض الإضراب قامت بالتعاون مع الأمن بإحاطة أسوار المصنع بالأسلاك الشائكة محولة إياه لما يشبه الثكنة العسكرية.
وفي بادرة تصعيدية فضحت للعمال كذب الإتفاق الذي توصلوا اليه مع المحافظ ووزير الاستثمار, قامت الشركة بتحرير عدد 106 محضر ضد العمال المشاركين في الإضراب.
وفي خطوة تصعيدية استفزازية أخرى من جانب الإدارة قامت بإرسال منشور للعمال يوم يفيد بفصل عدد 428 عامل فصلاً تاماً من المصنع إضافة إلى الـ1500 الذين فصلوا قبيل الإضراب السابق مع الامتناع عن صرف مرتبات شهر أكتوبر لكل من تضامن مع الإضراب حتى لو لم يشارك فعليا فيه.
فما كان من العمال إلا أن نظموا وقفة احتجاجية أمام بوابة المصنع استنكارا للتجاهل التام من الإدارة وتلاعب الوزير بهم بعدما وعدهم التوسط والتدخل لحل مشكلتهم مع الادارة, ففوجئ العمال بمدرعة وثلاث تشكيلات أمن مركزي تصل للمصنع وتهددهم بالتدخل ولو بالقوة لفض تجمهرهم أمام المصنع.
هذا وقد حاول أحد العمال إضرام النار في نفسه أمام بوابة المصنع نتيجة لاستفزاز أحد أفراد إدارة المصنع له، إلا أن زملاؤه منعوه وحاولوا إقتحام المصنع, وإنتهى الأمر بمناوشات واحتكاكات متقطعة بين العمال وقوات الأمن كانت تتصاعد أحياناً إلى تراشق بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء من قبل قوات الأمن, وقام العمال باحتجاز عدد من موظفي الإدارة المصريين والأجانب داخل المصنع منذ بدء الاحتجاجات وحتي الساعة العاشرة مساء أمس الخميس.
ثم قام العمال بالتوصل للاتفاق مع حكمدار بورسعيد يقضي بفض الاعتصام مع وعد من الوزير وبضمان قيادات أمنية وقيادات المحافظة بحل المشكلة خلال يومين وإلا كرر العمال الاعتصام وسمح العمال لمجلس الإدارة وموظفينها وحراستهم الخاصة وأمن المصنع والخبراء الأجانب بالخروج وسط هتاف “بمزاجنا”.