بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

إيديال ستاندرد .. قتل العمال بلغة رجال الأعمال

عمال إيديال ستاندرد

يستمر عمال شركة إيديال ستاندرد للأدوات الصحية اليوم – الأربعاء – اعتصامهم داخل المصنع لرابع يوم على التوالي للمطالبة بوقف السياسات التعسفية بحق العمال وعودة أفراد النقابة العامة للعمل وعشرون عاملا تم فصلهم فصلا تعسفيا.

يقع مصنع إيديال ستاندرد للأدوات الصحية بالمنطقة الثالثة بمدينة العاشر من رمضان، يتكون المصنع من 3 مصانع هي مصنع (الخلاطات – الصيني – البلاستيك ) تندرج جميعها تحت مسمى (إيديال ستاندرد إنترناشيونال إيجيبت )، تقدر مجموع القوى العاملة بالمصنع بحوالي 1300 عامل يعملون في 3 ورديات (9 ساعات ).

تبدأ معاناة عمال إيديال ستاندرد من قبل الثورة حيث قادت مجموعة من العمال بقيادة هشام محمد أحمد صراعا مع الإدارة من أجل تشكيل نقابة ممثلة عن العمال تعمل من أجل الدفاع عن حقوقهم والعمل على زيادة المرتبات حيث كانت تصل قبل 3 سنوات من تشكيل النقابة الى 1000 جنيه استطاعت بعدها النقابة زيادته الى 3500 جنيه. بالحديث عن المرتبات تجدر الإشارة إلى أن مرتبات العمال تتراوح ما بين 800 الى 3500 جنيه (شاملة الحوافز) حيث لا يتخطى الأساسي 200 جنيه، أما مرتبات المشرفين فحدث ولاحرج، تتراوح ما بين ال 8000 الى 15000 جنيه هذا بخلاف الوظيفة الأساسية لهم وهي إذلال إضطهاد العمال والعمل على توقيع جزاءات تعسفية بحقهم، أحد العاملين بالمصنع تم خصم منه (حوافز 3 أشهر تبلغ حوالي 3000 جنيه) لأنه تحدث بطريقة غير لائقة مع أحد المشرفين.

الجدير بالذكر أن حوافز العمال تمثل 90% من المرتب الذي يتقاضاه العامل، لم تكتفي إدارة الشركة بذلك بل انتهجت سياسة (فرق تسد) بين عمال المصانع الثلاثة من حيث المرتبات والحوافز وذلك في محاولة منها لشق الصف العمالي، لكن ما حدث العكس حيث اتحد عمال المصانع الثلاثة لوضع حد للسياسات المجحفة في حق العمال، هذا بجانب خصم 20% (ضرائب) من رصيد الأجازات المستحقة للعمال.

وعلى الرغم من أن بدل المخاطر يتراوح ما بين 700 الى 2000 جنيه (حسب قانون العمل للشركات الثقلية) فإن الإدارة اتفقت مع العمال على صرف 300 جنيه متعللة بالظروف المادية الصعبة للشركة، لم تقم الشركة بصرفها حتى الأن.

أما بالنسبة للإجازات، فيبلغ رصيد الإجازات 28 يوم، طبقاً لقانون بعد 2007، بينما لا تطبق إدارة المصنع سوى 21 يوماً فقط، طبقاً لقانون قبل 2007.

الأزمة
في يوم الأحد الموافق 3/3/2013 قامت إدارة المصنع بإيقاف العمل بمصنع الخلاطات والصيني وتم منع أفراد النقابة العامة من دخول المصنع، توجه بعدها العمال إلى بوابة المصنع لمحاولة إدخال زملائهم فتم إتهام أفراد النقابة وعشرين عاملا بمحاولة كسر بوابة المصنع والقيام بأعمال بلطجه وعليها أصدرت الإدارة الغاشمة قرارها بفصل 29 عاملا من بينهم (أفراد النقابة) وتحديد جلسة 4/3/2013 بمحكمة بلبيس في القضية المرفوعة من جانب إدارة المصنع ضدهم.

في اليوم التالي للأزمة الاثنين 4/3/2013، قامت إدارة المصنع بقطع الغاز والكهرباء وفصل الطواحين الطينية في فترة عمل الوردية الصباحية في تمام الساعة الثامنة والنصف، احتج العمال بعدها على أن القرار لم يتم تبلغيهم به بالطرق القانونية المتبعة عادة، فقام مدير مصنع الخلاطات بمخاطبة المشرف بإيقاف العمال عن العمل وتبليغ مدير الصيانة بذلك، مما أدى الى توقف الإنتاج بصورة إجبارية.

قامت بعدها النقابة بمخاطبة مكتب العمل بمدينة العاشر من رمضان، فأرسل اثنين من الموظفين لتقصي الأوضاع في المصنع وكعادة مكتب العمل مع المصانع المضربة تم فبركة التقرير لصالح إدارة المصنع، خلال ذلك تم عمل محضر في قسم أول مدينة العاشر لإثبات هذه الحالة (توقف المصنع). لم يتوان خلالها مأمور القسم في التواطئ مع الإدارة ليقوم بإبلاغ العمال أن بإمكانه عودة العمال للمصنع ومعاودة الإنتاج وبحث مطالب العمال مع الإدارة بشرط التخلي عن (مطلب عودة النقابة والعمال المفصولين) وهو ما رفضه العمال وأصروا على عودة زملائهم وأفراد النقابة.

ظروف عمل غير إنسانية
يعمل عمال إيديال ستاندرد في ظروف عمل أقل ما توصف بأنها غير أدمية، يتعرض خلالها العمال لشتى أنواع الإصابات المختلفة بدءا من الهواء والتراب الملوث داخل الطواحين الطينية انتهاء بأمراض الغضروف (90% من العمال يعانون من أمراض مزمنة ناتجة عن ظروف عملهم القاسية) في حين لم يتم عمل كشف دوري على العمال سوى على الأوراق الرسمية.

في الوقت الذي يعاني فيه 12 عامل في مصنع الخلاطات من إصابات تتراوح ما بين التهابات في الغضروف وقطع في الرباط الصليبي (يقوم العامل في مصنع ايديال بحمل ما يقرب من 1400 كيلو يوميا من المواد الخام إلى الأفران)، في هذا الوقت يتم إرسال مدير مصنع الخلاطات حسين خيري إلى ألمانيا لإجراء عملية الغضروف على حساب المصنع وهو الذي قال للعمال (بأن الشعب المصري لا يعمل إلا بالكرباج وبأنهم أي العمال ليسوا بني أدمين).

حتى في المعاملة الطبية يتم التفرقة بين العمال والعاملين بالإدارة حيث أن من يقوم بالكشف على العمال هو دكتور أطفال (يعمل بالأساس موظف بالتأمين الصحي بالعاشر من رمضان) تم التأكيد عليه مسبقا من الإدارة بعدم صرف أدوية تتعدى ال 20 جنيها للعامل المصاب، هذا بخلاف عدم صرف أي تقارير طبية للعمال المصابين لعدم المطالبة بأي إجازات مرضية. وعندما تعرض أحد العمال ويدعى حمدي محمد عبد الباري (عامل بالفرن) للوفاة أثناء عمله، قامت الإدارة بصرف معاش (260 جنيه) بعد أن قامت بسرقة أموال التأمينات والتي تقتطعها من العمال.

أدت هذه الحادثة والتي فضحت الإدارة أمام العمال في سرقة أموال التأمينات، إلى مطالبة الإدارة من جانب العمال بالكشف عن مصير أموال التأمينات لدى باقي العمال، فقامت بعدها الإدارة بخصم علاوة شهر يناير الماضي بحجة تسديد أموال التأمينات والتي لم تسدد مسبقا.

إن من أبرز وجوه الفساد داخل المصنع هي حالات تغيير الصفة للعامل، حيث تقوم إداره المصنع بتغيير الصفة الرسمية للعامل الفني إلى عامل فقط وذلك للتهرب من دفع ضرائب وتأمينات أعلى مثلما ما حدث للعامل أحمد حسين عطا الله.

الجدير بالذكر أن عند بدء المفاوضات بين النقابة العامة وإدارة المصنع أجاب ممثل الشركة الأم ويدعى (توني) بأن الحكومة المصرية مرتشية وفاسدة وهي من تقوم بتحريض العمال على الإضراب.

 أسماء بعض العمال وأفراد النقابة المفصولين فصلا تعسفيا:
هشام محمد أحمد زايد “رئيس النقابة”
خالد محمد أحمد زايد “عضو نقابة”
أحمد صابر أحمد “عضو نقابة”
عز العرب “عضو نقابة”
محمد عبد العال “عضو نقابة”
أحمد يوسف  “عضو نقابة”
حسين خميس “عضو نقابة”
حسين رجب “عضو نقابة”
محمد السيد محمد “عضو نقابة”
صلاح علي شادي  “عامل”
أحمد البهاوي  “عامل”
عاصم عبد الله  “عامل”
هشام فكري  “عامل”
عبد الغني عبد الحميد   “عامل”

إن عمال مصنع إيديال ستاندرد يواجهون جشع رجال الأعمال والذي لم يكتفي بسرقة العمال بل يحاول قتلهم ومراكمة المليارات من الجنيهات على جثثهم، إن التحديات الآن كبيرة والأمال المعقودة على كاهل العمال أكبر وأعمق، اذا لم يوحد عمال إيديال جهودهم واذا لم تنضم لهم باقي فروع الشركة فإنهم سيسحقون بلا رحمة.