بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بيان الاشتراكيين الثوريين

يسقط إرهاب داعش.. يسقط نظام السيسي

الاشتراكيون الثوريون

جريمة بشعة ارتكبها تنظيم داعش، هذه المرة باختطاف وذبح 21 من العمال المصريين المسيحيين الفقراء بدم بارد. هذا التنظيم الإجرامي الطائفي، الذي صعد وترعرع في ظل انكسار ثورات المنطقة، يستهدف بالأساس الأقليات الدينية، بل وكل من يختلف معه، في كل البلدان التي يمتد فيها نفوذه، كل ما يرتكبه لا يصب إلا في مصلحة الثورة المضادة في المنطقة.

لم يكن الشهداء الـ 21 ضحايا قتل داعش فقط، بل أيضاً ضحايا إفقار النظام المصري المنحاز لرجال الأعمال وكبار المستثمرين، طاردتهم البطالة وحاصرهم الإذلال وضيق المعيشة، ودفعهم كل ذلك إلى السفر إلى بلد يموج بالصراعات المسلحة لكسب العيش وتأمين مستقبل متواضع، بل والاستمرار في العمل هناك برغم كل المخاطر.

من جانبه، ظل النظام المصري لحوالي 40 يوماً يتجاهل أمر الرهائن المصريين المختطفين في ليبيا. ظل منشغلاً في “طبخ” الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفي ترسيخ القبضة الأمنية، وفي القمع والقتل والاعتقالات. وبعد الاغتيال الخسيس للمصريين في ليبيا، أطلق صباح اليوم حملة من الضربات الجوية تستهدف مواقع على الأراضي الليبية، يقول إعلام النظام وبيان القوات المسلحة أنها تابعة لداعش. وتنطلق الآن أبواق النظام لتهلل وتبارك عملية القصف الجوي، باعتبارها استرداداً لكرامة المصريين وثأراً لدمائهم.

هذا التجاهل الطويل للرهائن حتى استشهادهم، دون أية محاولات سابقة للتدخل من أجل إخلاء سبيلهم أو تأمينهم حتى عودتهم إلى مصر، يؤكد أن هذا النظام لا يسعى لاسترداد كرامة المصريين، بل لرد اعتباره هو نفسه، فكرامة المصريين ودمائهم لا تعني له شيئاً. فهو نفسه الذي يستمر في قتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف وإهدار كرامتهم بشتى ألوان التعذيب والتنكيل. نظام السيسي يمارس إرهاباً ممنهجاً بالضرب والقتل المفتوح في الشوارع داخل مصر، كيف يمكن تصديق كذبه وخداعه بتصوير نفسه حامياً للمصريين خارجها؟ كيف يمكن تصديق من أطلق كلابه لقتل شيماء الصباغ وهي تحمل الورد، ومن حصد أرواح العشرات من شباب ألتراس وايت نايتس قبل أسبوع واحد، كيف يمكن تصديقه كحامٍ للمصريين؟

هذا النظام أيضاً ليس أبداً صديقاً للأقباط كما يحاول أن يُظهر نفسه ثائراً لدماء العمال المسيحيين الشهداء في ليبيا؛ فهو نفسه الذي قام بدهسهم وقتلهم بالأمس القريب، في ماسبيرو – 9 أكتوبر 2011. حماية أمن الأقباط في مصر وصونهم من الاضطهاد لا يمكن أن تكون في كنف نظام السيسي، بل في مواجهته. كذلك هو الحال بالنسبة لكافة المضطهدين والمقهورين في بلدنا.

أما الضربات الجوية، فهي لن تؤدي إلا إلى زيادة الوضع سوءاً وخطورة، فلا يزال هناك مئات الآلاف من المصريين العاملين في ليبيا، والبدء في هذه العملية العسكرية، دون تأمينهم وإجلاءهم، يجعلهم في مهب الريح ويحوّلهم عملياً إلى أهداف في مرمى داعش. لكن لا مانع لدى نظام السيسي من ذلك، طالما أن العملية العسكرية تهدف في حقيقة الأمر إلى توطيد العلاقات مع دول الخليج ومن ورائها الولايات المتحدة في إطار “الحرب على الإرهاب”، كما يهدف لمساندة جنرال ليبيا المأزوم خليفة حفتر، ويكسب بذلك حليفاً دائماً، أو كما قال السيسي نفسه من قبل “مسافة السكة”.

وحتى على المستوى الداخلي، سيستكمل النظام سعيه لإسكات كافة الأصوات المعارضة، وسيطلق زبانيته في الإعلام ليسود شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.

هذا ما يهم نظام السيسي؛ تمهيد الطريق لعلاقات إقليمية ودولية أكثر ثباتاً، وهذا هو الهدف الحقيقي من العملية العسكرية، وكأنه يقول: ها أنا أحارب داعش معكم، استمروا في دعمي بالقروض والمنح. السيسي لا يكترث بدماء المصريين، بل يسفكها في الداخل ويتجاهلها في الخارج.

المجد للشهداء الذي قُتلوا بسيف الطائفية والغدر.. يسقط إرهاب داعش
تسقط سياسات الإفقار والاستبداد.. يسقط السيسي ونظامه

الاشتراكيون الثوريون
16 فبراير 2015