بيان الاشتراكيين الثوريين
إضراب المحلة: نشد على أياديكم

انطلاق إضراب عمال المحلة مساء أمس الأحد، وتثبيته واتساعه اليوم الاثنين، لا يمثل مجرد احتجاج عمالي للمطالبة بالعلاوة المُقرَّة قانونًا والحوافز والتي تحاول الإدارة التملُّص من صرفها للعمال.
ففي ظل الغلاء الفاحش الذي يكتوي به كل العاملين بأجر والفقراء في مصر، ومع قطع كل سبل التعايش مع الأزمة الطاحنة، سواء بضغط النفقات الضرورية لكافة الأسر المصرية، أو بالعمل في أكثر من وظيفة لمجرد توفير الاحتياجات الأساسية، يرسم عمال المحلة أمام كل عمال مصر الطريق الوحيد لمواجهة الغلاء والإفقار.
يُطالب عمال المحلة بالعلاوة الاجتماعية المُقرَّة قانونًا، وعلاوة غلاء المعيشة، وضم حافز الـ220 جنيه المتجنب للأساسي، وزيادة بدل الغداء إلى 300 جنيه،
في ظل تهديداتٍ من إدارة الشركة وأنباءٍ عن إعداد قوائم بـ”المُحرِّضين” على الإضراب.
عمال المحلة في إضرابهم اليوم، للمطالبة بزياداتٍ ربما لن تسهم بأي نسبة في سد الفجوة الهائلة بين الأجور والأسعار، إنما يُقدِّمون خيار المقاومة الوحيد الممكن.
سياسة الإفقار التي اتبعتها سلطة الثورة المضادة، واعتمدت فيها على فرض الضرائب على الفقراء وخفضها على الأغنياء، وحرمان العمال من أبسط حقوقهم، ومنح المزايا للمستثمرين، لم تتردَّد في مضاعفةِ أسعار الخدمات من كهرباء ومياه ومواصلات وغاز واتصالات، وغيرها من الآليات التي سحقت أي أمل للطبقات الفقيرة وحتى الوسطى في حياة كريمة تلبي فيها فقط احتياجاتها الأساسية، كل تلك السياسات ما كانت سلطات الثورة المضادة لتتمكَّن من تطبيقها إلا وسط حالة من التراجع والسكوت فرضتها سلطات القمع والاستبداد على الحركة العمالية.
من ينظر على تطور الحركة العمالية في مصر سيدرك بكل وضوح أنه كلما صعدت الحركة العمالية وقاومت، اضطرت السلطة ورجال الأعمال لتقديم التنازلات أمامها، فأكبر علاوة اجتماعية صُرِفَت للعمال في مصر كانت في 2008، العام الذي شهد انتفاضة عمال المحلة وسبقته الإضرابات والاحتجاجات العمالية في كل المحافظات. ولم تُقِر حكومة الثورة المضادة في 2013 الحد الأدنى للأجور رغم عدم رقيه لطموحات العمال إلا بعد موجة إضرابات عارمة اضطرت السلطة إلى تهدئتها.
إن الطريق الوحيد لمواجهة الإفقار وارتفاع الأسعار الرهيب هو ما يقوم به عمال المحلة اليوم بتوحيد صفوفهم والمطالبة بحقوقهم، وبقدر ما تتوحَّد صفوف الطبقة العاملة والطبقات الفقيرة في مصر وتوحِّد مطالبها، ستتمكَّن من وقف سياسات الإفقار والاضطهاد التي لم تعُد مُحتَمَلَة.
إن عمال المحلة الذين ألهموا من قبل عمال مصر في ديسمبر 2006، وأطلقوا أكبر موجة من الاحتجاجات العمالية في التاريخ المصري، والذين صمودا لأسبوعٍ كامل في سبتمبر 2007 وتحدوا كل أنواع التهديدات حتى خضعت الإدارة لإرادتهم، والذين رفعوا شعار الحد الأدنى للأجور في مظاهرتهم الحاشدة في فبراير 2008، ليصبح الشعار الذي وحَّد الطبقة العاملة، وانتفضوا في أبريل 2008 ليقدموا الدرس الأول للثوار بالتصدي للديكتاتورية والاستبداد، هم من يقومون اليوم بضرب المثل والنموذج لكل الطبقة العاملة المصرية ولكل الفقراء الذين تسحقهم سياسات الإفقار والاضطهاد، والراية التي يرفعها عمال المحلة اليوم لن تبقى مرفوعةً إلا إذا امتدت كل الأيادي لترفعها معهم.
عاش كفاح عمال المحلة
عاش كفاح الطبقة العاملة
الاشتراكيين الثوريين
7 أغسطس 2017