أوقفوا عمالة الأطفال وادعموا العمالة اليومية والموسمية

حادث جديد كاد يتحول إلى كارثة إذ أصيب نحو 43 طفلًا بين 9 و19 عامًا إثر انقلاب سيارة ربع نقل كانت تقلهم للعمل في مزارع قصب السكر بمحافظة قنا.
في الوقت الذي تتشدق فيه الدولة بإجراءاتها الاحترازية في مواجهة وباء كورونا، يفضح الحادث الواقع الأليم لملايين الفقراء وأطفالهم الذين يجبرهم الفقر على العمل في ظروف تفتقر إلى أبسط أبجديات السلامة. كيف يمكن لأطفال أن يتجنبوا التقاط العدوى إذا كانوا مضطرين للتكدس بالعشرات في سيارات النقل؟ لماذا يضطر أطفال في عمر التاسعة إلى العمل أصلًا؟! الإجابة هي أن النظام الرأسمالي الذي يخلق الأرباح لرجال الأعمال هو ما يخلق الفقر على الجانب الآخر.
في مقابل أرباح الرأسماليين المتراكمة في البنوك والبورصات هناك تراكم للفقر يطحن ملايين المصريين وأطفالهم ويدفعهم دفعًا إلى المخاطرة بحياتهم بشكل يومي في سبيل انتزاع جنيهات معدودة تبقيهم على قيد الحياة ليواجهوا يوم عمل جديد. هؤلاء الأطفال مكانهم مقاعد الدراسة وليس سيارات النقل المكدسة بالعمال.
إن الدولة، التي تحابي المستثمرين وتغدق عليهم بالإعفاءات الضريبية والجمركية وتسهيلات تخفيض العمالة والأجور، تستطيع أن تضمن حياة كريمة لملايين المصريين إن هي انحازت لمطالبهم واحتياجاتهم.
نحن نطالب بفرض ضريبة ثروة على الرأسماليين الذين تزيد ثرواتهم عن 2 مليون جنيه بنسبة 1% تحصل لمرة واحدة، ونطالب بتوفير دعم مادي لا يقل عن 1500 جنيه شهريًا للعمالة اليومية والموسمية، ونطالب بوقف كافة أشكال استغلال الأطفال في العمل.