بيان الاشتراكيين الثوريين
حادث قطار سوهاج.. الجاني والمسئول هو النظام

ببالغ الحزن والأسى، تنعي حركة الاشتراكيين الثوريين ضحايا الحادث الأليم في تصادم قطارين ظهر اليوم بمحافظة سوهاج، الذي راح ضحيته 32 حتى الآن، وأُصيب فيه 91 شخصًا، نرجو لهم الشفاء العاجل.
مع كل حادث قطار يسفر عن عشرات القتلى والمصابين، تخرج علينا أبواق النظام في الصحف والبرامج الإعلامية لتوحي بأن وقوع مثل هذه الحوادث أمر طبيعي و”قضاء وقدر”، وأيضًا لتحمِّل المسئولية على السائقين والعاملين بالسكة الحديدية، مثلما حدث في حادث قطار رمسيس المأساوي، فبراير 2019، الذي راح ضحيته 25 شهيدًا وأُصيبَ فيه عشرات غيرهم. أولئك السائقون والعاملون هم في الأغلب أول من يقعوا ضحايا مثل هذه الحوادث الأليمة، بل ولطالما طالبوا في سنواتٍ سابقة بتطوير القطارات والجرارات وإجراء عمليات صيانة دورية لها.
وقع الحادث نتيجة عقود من الإهمال في الأمن الصناعي، عقود من تخفيض الإنفاق على الخدمات المقدَّمة للمواطنين، ونتيجة تسخير ثروات المصريين لخدمة أهداف النظام ومصالح الطبقات العليا. وهذا النوع من الحوادث ليس جديدًا، فقد حصدت حوادث القطارات أرواح أكثر من 650 مواطنًا في عشر حوادث فقط هم الأكبر على الإطلاق؛ بدايةً بحريق قطار العياط عام 2002، الذي راح ضحيته 373 شهيد، وانتهاءً بحادث قطار رمسيس منذ عامين.
لا يكترث النظام إلا بمصالحه، ولا عزاء للخدمات والمرافق المُوجَّهة للفقراء. ولا يستحي النظام من الإعراب عن ذلك في كل مناسبة. لا يمكن لأحدٍ أن ينسى تصريح السيسي الشهير في أحد مؤتمراته في مايو 2017، حين قال “بدل ما نصرف 10 مليار لتطوير السكة الحديد، نحطهم في البنك وناخد مليار جنيه فوائد”. الصورة أوضح بالطبع حين نعلم أن مشروع القطار الكهربائي السريع الذي ستنفِّذه شركة سيمنز الألمانية، والذي يربط العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، سيتكلَّف نحو 360 مليار جنيه! النظام يستغل ثروات المصريين، لا لخدمتهم ولتحسين مرافقهم ولحماية أرواحهم التي تُزهَق في القطارات وغيرها، بل لخدمة مصالحه وربط مدنه الاستثمارية ببعضها.
كل ما يشغل النظام هو الحفاظ على مصالحه، وتعزيز مشاريعه الاستثمارية العملاقة التي لا يستفيد بها إلا هو والشركات المصرية والأجنبية الكبرى. وهذه السياسة يعمل على تحصينها بديكتاتورية حديدية تزج بعشرات الآلاف في السجون وفي غياهب الاختفاء القسري والتعذيب وغيرها من أشكال القمع.
لم يعد الصمت ملاذًا للعيش الآمن في ظل هذه السلطة.. والحفاظ على حياة الفقراء الذين يسقطون ضحايا للإهمال وضحايا لسياسات النظام الاقتصادية الإجرامية، لابد أن يكون دافعًا إضافيًا لتشكيل أوسع جبهة ممكنة من القوى الديمقراطية لمعارضة هذا النظام.
الاشتراكيون الثوريون
26 مارس 2021