محمد صلاح.. ابن النيل المقاوم

عملية فدائية بطولية نفذها الجندي الشهيد محمد صلاح، تردد صداها في كل أرجاء المعمورة، عملية أثارت ابتهاجًا وترحيبًا من شعوب منطقتنا المقهورة، جماهير منطقتنا التي تطوق إلى رؤية أي فعل مقاوم وجدت بطلها الذي تبحث عنه، وجدت فارسها محمد صلاح.
ليس من المستغرب أن تثير عملية صلاح الفدائية كل هذا الترحيب والتأييد، في حين تنفذ المقاومة الفلسطينية العديد من العمليات المشابهة، عملية الجندي المصري تتجاوز نقطة قتل ثلاثة وإصابة اثنين من جنود العدو المحتل، لأنها أتت من جبهة مصر التي اعتقدوا أنهم أخضعوا شعبها باتفاقية الصلح والتطبيع.
محمد صلاح لم يطلق النار على جنود الاحتلال وحسب، لكنه أطلق النار على قوافل التطبيع الحكومي مع هذا الكيان، فمن المغرب إلى البحرين، ومن السودان إلى الإمارات تلهث حكومات الاستبداد خلف نسج علاقات المصالح مع هذا العدو على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
السعودية تفتح مجالها الجوي أمام الطيران الصهيوني، والمغرب تعقد مع جيشه اتفاقات عسكرية، والإمارات تفتح له حتى أبواب المطابخ في البيوت.
وصل الأمر إلى أن طلبت الإدارة الأمريكية تشكيل ما يسمى “ناتو عربي” تقوده إسرائيل لقتال ايران. تحولات كبرى يجري فرضها على شعوب المنطقة، العدو يصبح حليف.
جنودنا لن يتحالفوا مع عدوهم، أعلنها محمد صلاح عالية مدوية، نحن مع المقاومة، نحن في نفس خندق المقاومة الفلسطينية التي لا تدافع عن فلسطين فحسب وإنما تكافح نيابة عنا جميعًا.
إن رصاصات محمد صلاح المدوية لابد أن نعتبرها “نوبة صحيان” علينا تفعيل حركات المقاطعة ورفض التطبيع ودعم حركات المقاومة. علينا قبل كل شئ أن نخلد عمل وذكرى فارسنا الشهيد، الذي دفنت الدولة جثمانه أمس في سرية تامة حتى لا تتحول جنازته إلى مظاهرة شعبية كبرى ضد الاحتلال وضد حكومة التطبيع التي تريد دفن كل أشكال المقاومة الشعبية إلى جوار جسده الطاهر.
المجد للشهيد البطل الجندي محمد صلاح.. العار لكل حكومات التطبيع
الاشتراكيون الثوريون