بيان الاشتراكيين الثوريين
ضد التفويض والمجزرة وصعود الفاشية العسكرية

مجزرة جديدة صدمت المصريين فجر أمس عقب ساعات من انتهاء مليونية التفويض التي دعى لها وزير الدفاع، لتضاف إلى السجل الدموي للداخلية والعسكر، وتكون أولى بشائر التفويض على بياض مؤكدة توجه الدولة لمواجهة الاحتجاجات بقوة السلاح.
وإننا إذ نؤكد على حق الجماهير، كل الجماهير في التعبير عن الرأي بكل أشكال التعبير السلمي من التظاهر والاعتصام والإضراب ذلك الحق الذي انتزعته ثورة يناير بدماء شهدائها، ندين تلك المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من الفقراء القادمين من الأقاليم وشباب الإخوان المغيبين بشعارات تجار الدين، ليس بينهم قياداتهم الذين لانراهم إلا على المنصات داعين للعنف أو في الفضائيات مستنجدين بأمريكا، ولانرى أي من أسمائهم أو أبنائهم في كشوف القتلى أو المصابين، بل يدفعون بالشباب بكل خسة ليواجهوا بطش الشرطة التي قررت أن التفويض يعني مواجهة الإحتجاجات بقوة السلاح والقتل.
إن تلك المدافع الموجهة إلى صدور الإخوان اليوم سرعان ما ستستدير ليتم توجيهها لصدور الثوار والمحتجين على النظام من العمال والفقراء بحجة حماية عجلة الإنتاج.
وإذا كان الإخوان اليوم يحصدون بعضاً مما زرعوا على يد وزير داخليتهم الذي قتل العشرات في يناير الماضي وسحل المصريين عرايا وكان وقتها بطلاً في عيونهم، فإن جرائمهم ضد أهالي المنيل وبين السرايات والجيزة وغيرها وآخرها أمس في القائد إبراهيم واليوم في الهجوم على الكنائس، تخلق موجة من غضب شعبي عارم استغله العسكر والشرطة للحصول على التفويض بحجة مكافحة الإرهاب.
إن بشائر عودة نظام مبارك الاستبدادي لا تخفى على أحد، وقد شهدنا أوضح تجلياتها في حديث وزير الداخلية أمس عن عودة رجال أمن الدولة المفصولين للأمن الوطني لمتابعة النشاط السياسي والديني، والتهديد باستعمال قانون الطوارئ لفض الاعتصامات، وتدخل الجيش في اعتصام عمال السويس للصلب.. وغيرها.. مما يثير تساؤلاتنا عن دور “حكومة العسكر” الحالية ومدى تورطها في الجريمة خاصة الببلاوي الذي كان أول المفوضين لنائبه في مسيرة الاتحادية أمس، وكذلك عن أسباب استمرار العناصر المحسوبة على الثورة في مناصبهم بعد المجزرة وخصوصاً في ظل غياب مبادرة من طرفهم للخروج من الأزمة.
لايمكن للقوة المسلحة أن تفض الاعتصامات وتنهي الأزمة بل ربما تعمقها، ولا حل حقيقي لأزمة ثورتنا الراهنة إلا عبر طريق سياسي يتبنى تصوراً واضحاً للعدالة الانتقالية بحيث يضمن القصاص العادل من كل من أجرم في حق الشعب وثورته من رموز نظام مبارك والمجلس العسكري والإخوان وحلفائهم.
نحن نتوجه بالنداء إلى كل القوى الثورية والاجتماعية الأبية، إلى الأحرار من العمال والطلاب والمهنيين والفلاحين وغيرهم.. ندعوكم لمشاركتنا بناء جبهة ثورية مناضلة نتصدى بها معاً للفاشية العسكرية الصاعدة ولانتهازية ورجعية وجرائم الإخوان وحلفائهم في آن واحد، جبهة تتبنى طريق استكمال أهداف ثورة يناير وموجتها التالية في 30 يونيو ضد كل من خان.. فلول وعسكر وإخوان، ومن أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التي مازات تُهدر في مصر الثورة.
المجد للشهداء.. النصر للثورة.. العار للقتلة كل القتلة
كل السلطة والثورة للشعب
الاشتراكيون الثوريون
28 يوليو 2013