بيان الاشتراكيين الثوريين
الثورة تصل اﻷردن

ما يشهده الأردن اليوم وعلى مدار الأيام القليلة الماضية يعد تطورا نوعياً في الحركات الاحتجاجية التي يشهدها اﻷردن على مدار العامين الماضيين، اعتراضا على تردي اﻷوضاع المعيشية، وارتفاع الأسعار، وانتشار الفساد داخل مؤسسات الدولة، وكذلك للمطالبة بالإصلاح السياسي وبقانون انتخابات جديد.
القرار الأخير للحكومة اﻷردنية برفع أسعار الوقود كان الشرارة التي أطلقت الموجة الحالية من الاحتجاجات التي بدات بالمطالبة بالتراجع عن رفع الأسعار، لكن حركة الاحتجاج اتسعت ليرفع شعار “إسقاط النظام” لأول مرة على نطاق واسع، بل ظهرت دعوات لإقامة نظام جمهوري، وردد المتظاهرين “ليش تلف ليش تدور.. عبد الله هو المسئول”، مما أصاب النظام البوليسي الحاكم بالرعب لذلك بدأ حملة اعتقالات واسعة للنشطاء وللمحتجين، وأخذت قوات الشرطة تضرب بعنف على المظاهرات السلمية مما أدى إلى قتل متظاهر وإصابة آخرين.
لكن حركة الاحتجاجات لم تهدأ بل اتسعت ودعت عدة نقابات مهنية للإضراب، كما قام المتظاهرين في عدة مناطق بقطع الطرق.
تشكل الاحتجاجات الحالية تحدياً كبيراً ليس للنظام الملكي الحاكم في الأردن فحسب، لكنها تشكل تهديداً أيضا للمصالح الإستعمارية للدول الكبرى في المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك الأنظمة الملكية الرجعية في المنطقة العربية. إن الخدمات الجليلة التي يقدمها النظام الحاكم في الأردن للقوى الاستعمارية وإسرائيل، بالإضافة إلى موقع اﻷردن الاستراتيجي بالنسبة لفلسطين المحتلة، أطول حدود مع العدو الصهيوني، تجعل الثورة في الأردن أمراً ضرورياً وحيوياً لانتصار الشعوب العربية في ثورتها على الأنظمة الاستبدادية الحاكمة، وكذلك خطوة مهمة لتحرير الأراضي العربية المحتلة.
لذا من المتوقع أن تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل ومشايخ الخليج بشتى الطرق إجهاض الثورة، التي تختمر الآن في نفوس الأردنيين. ستحاول تلك القوى الدفاع باستماتة من أجل إستمرار النظام اﻷردني الهاشمي الذي نجح في الحكم على مدار التسعين عام الماضية بفضل الدعم الاستعماري والقمع البوليسي وبفضل تحالفات قبلية يعقدها النظام، و كذلك إثارته نعرات “عنصرية” بين الفلسطينيين والأردنيين، حيث يشكل الفلسطنيين أغلبية السكان، لكنهم في الوقت نفسه محرومين من تولي الوظائف والمناصب القيادية.. الأوضاع الإقتصادية المتردية وحدت الفقراء في مواجهة النظام.
إن حركة الاشتراكيين الثوريين تتضامن مع الشعب الأردني في مواجهة النظام الأردني العميل. وترى أن تصاعد النضال في اﻷردن خطوة مهمة على سبيل “الثورة الدائمة” من أجل التخلص من الأنظمة المستبدة الحاكمة في المنطقة العربية، وهي الخطوة الضرورية من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وكذلك التحرر من الهيمنة اﻷمريكي على مقدرات الشعوب.
الاشتراكيون الثوريون
17 نوفمبر 2012