بيان الاشتراكيين الثوريين
يا نظام يا خسيس.. دم القبطي مش رخيص

منذ تنحي مبارك والسلطة الحاكمة ترتعد من استمرار الثورة فتقتلع جذور النظام بعد أن اهتزت أركانه.. أخافتها حشود المتظاهرين والمعتصمين في ميادين مصر.. أخافها نزول الملايين محطمين جدران الخوف والصمت والقهر معلنين تحديهم لأعتى النظم ومتمسكين بحلم التغيير.
فحينما التحم المسلم والمسيحي متجاوزين دعاية طائفية بغيضة ومتحدين فتاوى شيوخ السلفية والأزهر في حرمانية الخروج على الحاكم ونداءات البابا آنذاك بعدم التظاهر وضغطه المستمر لإقناع أقباط مصر أن لا مأمن لهم إلا في بقاء مبارك، عرف أن استمرار هذا التكاتف يهدد وجوده وبقاءه فاستحضر كل العفن الطائفي الذي استشرى في ظل حماية النظام السابق وسار على نفس نهجه في تشتيت صفوف المناضلين بشعاراته الطائفية.
ومع أولى أيام المجلس العسكري ظهر الوجه القبيح للطائفية في الاعتداء على كنيسة صول بأطفيح ليتجاهل النظام تزايد غضب الأقباط وينهي الموضوع بجلسة صلح دون أي حل جذري للعنف ضدهم، وتتوالى الحوادث ويتصاعد الغضب لنصل إلى مجزرة ماسبيرو حيث تم دهس أقباط مصر بالمدرعات وسط دعاية طائفية من قنوات الإعلام الحكومي!! وقد مرت المجزرة كغيرها من جرائم المجلس العسكري دون محاسبة أو عقاب بضمانة خروج آمن وفره لهم نظام مرسي الذي زاد من حدة الطائفية بشيوخه المحرضين ودستوره الذي يقنن الاضطهاد.
وأخيرا أحداث الكاتدرائية فبدلاً من أن يعالج النظام الاحتقان ودعم أهالي الشهداء 6 ومحاسبة كل من حرض ونشر سمومه الطائفية، يضرب كلا من داخلية مرسي و”المواطنين الشرفاء” جنازة الشهداء ويخرج علينا ببيانا رئاسيا كعادته لامعنى له، وتبدأ الشعارات الرنانة والهتافات والأغاني وجلسات الصلح التي اعتدنا عليها كلما قتل مسيحي أو حرقت كنيسة أو هجر عشرات الاقباط فماذا عن من قتلوا وهجروا؟ ماذا عن من رؤوا كل هذه المشاهد تتكرر دون أن تحدث الاغاني مفعولا سحريا في القضاء على العنف ضد الاقباط والذين يطل عليهم شيوخ الفضائيات ليتكلموا بخطاب منفر ضدهم، عن من خرجوا يحلمون بالحرية والمساواة، عن من حلموا بسقوط نظام سمح لعفن الطائفية أن يتفشى واستغله في كل معاركة سياسية، وعن حلمهم الذي تبدد فور تولي المجلس العسكري.
الثورة لن تنتصر حاملة العدالة لفئة أو لطائفة دون أخرى، وإن أردنا لهذه الثورة انتصاراً فعلينا أن نتصدى لكل الأفكار والتعبيرات الطائفية ولاضطهاد الأقباط. لقد استشهد مينا دانيال ومئات الشهداء قبله وبعده حاملين معهم أحلام الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، شارك كل منهم في الثورة ليرى هذا الحلم يتحقق.. شارك مع الملايين، مسلمين وأقباطاً، وظهر لهم في أنقى لحظات الثورة أن هذا الحلم يقترب من التحقق حتى انقضت على أحلامنا أنياب المجلس العسكري والثورة المضادة.
سنستكمل مسيرة ثورتنا على خطاهم، وسنناضل مع الجماهير في كل مناسبة من أجل إسقاط أي نظام يرى في تفتيت شعبه وتقسيمه الحل لبقائه.. سنناضل معاً من أجل مجتمع لا يميز بيننا على أساس الدين أوالطائفة أو النوع.. وكلنا ثقة في الانتصار.
حركة الاشتراكيين الثوريين
9 إبريل 2013